ابونا يوحنا: الروح القدس عقيدياً
من أوائل الناس الذين هاجموا الروح القدس هو مقدونيوس الذي يسمي “عدو الروح القدس” حيث ظهرت هرطقة قام بنشرها مقدونيوس بطريرك القسطنطينية، ومفادها إنكار إلوهية الروح القدس ، فانعقد بسببها المجمع القسطنطيني المسكوني الثاني سنة 381 م. وقال مقدونيوس أن الروح القدس ليس إقنوم ولكنه مجرد قوه الله. وكلمه إقنوم هي كلمه سريانيه معناها ركيزة أو صفه ذاتيه أو شخص والله ثلاث أقانيم الآب والابن والروح القدس والثلاث أقانيم اله واحد.
الكنيسة لم تقبل كلام مقدونيوس فبدأت الكنيسة تبحث ووجدت الآتي:
1- في سفر أعمال الرسل في قصه حنانيا وسفيره ” فقال بطرس يا حنانيا لماذا ملا الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس و تختلس من ثمن الحقل أليس و هو باق كان يبقى لك و لما بيع الم يكن في سلطانك فما بالك وضعت في قلبك هذا الأمر أنت لم تكذب على الناس بل على الله.(أع 5 : 3،4) الكذب علي الروح القدس معناه الكذب علي الله وهنا يستند أن الروح القدس هو الله.
2- فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد (1يو 5 : 7) أي أن الروح القدس مثل الآب ومثل الابن من حيث انه إقنوم الهي
الصفات الاقنوميه أو الألوهيه للروح القدس:
1- الخلق
- ” ترسل روحك فتخلق و تجدد وجه الأرض (مز 104 : 30)” أي الذي يخلق هو الروح القدس مثله مثل إقنوم الآب والابن في الخلق .
- في بداية الخليقة اشترك الروح القدس مع الآب والابن في عمليه الخلق ” و كانت الأرض خربة و خالية و على وجه الغمر ظلمة و روح الله يرف على وجه المياه و قال الله ليكن نور فكان نور و رأى الله النور انه حسن (تك 1 : 2،3)” أي عمل كان يقوم به الله كان يشترك فيه اقانيمه الثلاثة.
- في سفر أيوب يقول ” روح الله صنعني و نسمة القدير أحيتني (أي 33: 4) بما أن روح الله يصنع إذا روح الله يخلق وهذه صفه من صفات الله.
- وبما أن الروح القدس قادر علي الخلق وصفه الخلق من صفات الله إذا الروح القدس هو الله.
2- الأزلية
- ” فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب (عب 9 : 14)” أي الروح القدس أزلي حيث يتكلم هنا عن الابن ولكنه يوصف روح الابن انه روح أزلي و روح الابن هو الروح القدس فالروح القدس يسمي بـ روح الابن – روح الآب – روح الله
3- الوجود في كل مكان
- عندما تحدث السيد المسيح مع نيقوديموس وقال” ليس احد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء (يو 3 : 13) فمثلا كيف يكون السيد المسيح موجود في السماء وموجود علي الأرض في نفس الوقت ولا يقدر احد أن يكون في مكانين في نفس الوقت إلا إذا كان هو الله فإذا السيد المسيح هو الله وبالنسبة للروح القدس كان موجود في أكثر من مكان في نفس الوقت في سفر المزامير يقول ” أين اذهب من روحك و من وجهك أين اهرب إن صعدت إلى السماوات فأنت هناك و إن فرشت في الهاوية فها أنت (مز 139 : 7،8)”أي أن الروح القدس موجود في كل مكان .
- وبما أن صفه الوجود هي من صفه الله وبما أن الروح القدس موجود في كل مكان إذا الروح القدس هو الله.
عمل الروح القدس :
1- الروح القدس هو الذي يتكلم فينا “لان لستم انتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم (مت 10: 20)”.
2- الروح القدس هو الذي يتكلم ويختار ويحدد العمل “و بينما هم يخدمون الرب و يصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا و شاول للعمل الذي دعوتهما إليه (أع 13 : 2)” .
3- الروح القدس هو يقود ويوجه ” منعهم الروح القدس أن يتكلموا بالكلمة في آسيا (أع 16: 6)”.
4- الروح القدس هو الذي يقيم اساقفه” احترزوا إذا لأنفسكم و لجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه (أع 20 : 28)”.
5- الروح القدس هو الذي يحرك و يرسل الناس فيقول الكتاب المقدس عن بولس وسيلا “فهذان إذ أرسلا من الروح القدس انحدرا إلى سلوكية و من هناك سافرا في البحر إلى قبرص (أع 13 : 4)”.
انبثاق الروح القدس:
– نقول في قانون الإيمان ” نعم نؤمن بالروح القدس .. الرب المحيي.. المنبثق من الآب” وأخوتنا الكاثوليك يقولون منبثق من الآب والابن ” تم أضافت كلمه الابن في القرن السادس وهذه لم تكن موجودة في المجمع عندما وضع قانون الإيمان وفي القرن السادس انفصلت الكنيسة فلماذا لم تضف العقيدة الأرثوذوكسية كلمه الابن ولماذا اعتراضنا علي إضافتها ولم نقبلها؟
يقول الكتاب المقدس “روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي (يو 15 : 26)” لم يقل من عند الآب والابن فالعقيدة هي إعلان الهي عن طريق السيد المسيح .
– كما أن البابا ليو الثالث البطريرك الكاثوليكي الذي كان معاصر تلك الأحداث كتب لافته باليونانية واللاتينية معترضا علي الانبثاق من الآب والابن وقال “أنا لا أريد أن أغير إيمان أبائي”.
الفرق بين الإرسال والانبثاق
– الانبثاق هو عمل أزلي قبل التجسد منذ الأزل فالروح القدس من صفاته الالهيه انه أزلي لم يكن له زمن ولكن إرسال الروح القدس هو زمني وقتي حدث عندما صعد الابن للسماء “لكني أقول لكم الحق انه خير لكم أن انطلق لأنه إن لم انطلق لا يأتيكم المعزي و لكن إن ذهبت أرسله إليكم(يو16: 7)” فالإرسال حدث في زمن معين ومكان معين عندما أرسل من الابن.
– الانبثاق يخص اقنومه أما الإرسال يخص عمله فالابن موجود منذ الأزل واتي في مليء الزمان تجسد من العذراء مريم وقام بعمل معين.
الفرق بين عمل الروح القدس في العهد القديم وعمل الروح القدس في العهد الجديد
في العهد القديم الروح القدس كان يحل علي أشخاص معينين كالأنبياء والملوك لفترة وكان من الممكن أن يفارقه روح ربنا كما حدث مع شاول الملك
أما في العهد الجديد الروح القدس يعمل في كل المؤمنين وساكن فيهم ” روح الله ساكنا فيكم و لكن إن كان احد ليس له روح المسيح فذلك ليس له (رو 8 : 9).
*الإنسان المسيحي هو الذي يعرف أن يميز صوت الروح القدس داخله فهل تجيد الإنصات إلي الروح القدس داخلك؟ فيجب أن تنصت لصوت الروح القدس داخلك ويجب أن تميزه عن طريق التدريب فنجده هو دائما صوت الخير وهو الصوت الذي يرتاح لربنا وعمل الخدمة ويرتاح إلي العطاء.