منك و إليك.. من وحى قصة السامرية
أنت يا ربى
تتعب لتأتيني
تطلب لتعطيني
و برقة تنقيني
تتعب لتأتيني
في وقت الظهيرة و في رحلة طويلة وفى قرية صغيرة أتيت للسامرية في نفس وقت خلاص البشرية (الساعة السادسة) . لم تمانع أن تأتى لأجل خلاص نفسي ، لم تمانع أن تأتى لتبحث عنى كما عن الخروف الضال والدرهم المفقود ،ولم تمانع أن تعطني روحك القدوس لتأتى وتسكن في – يا لحبك أنت بنفسك تأتيني!!
تطلب لتعطيني
سألت السامرية ” اعطيني لأشرب” و أنت الذي تسقى الخليقة كلها ، سألتني أن أعطيك و لكنك أنت الذي تعطيني. سألتني”يا ابني اعطني قلبك”(ام11:9). و أنت الذي اعطيتني القلب و العمر و الفكر .. و الكل منك . سألتني قلبي فأعطيتني بركات كما قلت “يفتح لك الرب كنزه الصالح السماء ليعطي مطر أرضك في حينه و ليبارك كل عمل يدك فتقرض أمما كثيرة و أنت لا تقترض” (تث12:28).
و برقتك تنقيني
كم هي رقتك مع السامرية الخاطية ، حتى و أنني في خطيتي و أنت الإله الخالق الديان الجبار و لك أن تعاقب و تفنى … إلا أنني أراك في حنو و رفق تحتويني مع السامرية و تدفعني نحو التوبة و تشجعني وبمجرد أن اعترف أمامك بخطيتي أسمعك تقول “حسناً قلت” أين جبروتك؟ و أين دينونتك؟ و أين نقمتك؟ … إنها ليست للبنين و لكن لنا حنوك و رفقك و رقتك فأرجوك يا ألهى “توبني فأتوب” (أر18:31).
هذا منك و لكن ماذا إليك ؟..
يا ليتك تستطيع أن تقدم إليه عندما تجده هكذا:
عطشان أرويه
منتظرك اذهب إليه
و ما دمت وجدته أكرز به
ألا تسمعه يقول للسامرية أعطني لأشرب ؟ ألم تسمعه عند الصليب قائلاً أنا عطشان؟
و لكنك كما عرفتك دائماً… عجيب. فلا هنا أخذت لتشرب و لا هناك ارتضيت أن يسقوك!! فلماذا تقول هذا إذاً ..
لعلى فهمت! أنت ظمآن لي.. لخلاصي.. إلى نفسي لتقتنيها فترويك.. أنت عطشان لتوبتي .. لرجوعي إليك .. أنت عطشان فيا ليتني أرويك و لكن ليس خلاً كصالبيك.
هناك عند البئر في وقت الظهيرة جلس يلتمس راحة.. فهل يتعب و هو مريح التعابى ؟
كلا فراحته هي أن يلتقيك.. فلا تترك حبيبك منتظرك في حر الظهيرة.. و كثيراً ما تنتظرني و لا افطن لك.. أراك منتظرني عند أبي الروحي لتحاللني من خطاياي.. منتظرني على المذبح بجسدك و دمك لتثبت فىُ و أنا فيك .. منتظرني و أنا ذاهب لأروى ظمأى من ماء البئر لتعطيني ماء الحياة فيغنيني عن أي مياه أخرى من آبار هذا العالم.
و بعد كل هذا ألم تجده حتى الآن ؟ فماذا تنتظر ؟
أترك جرتك و اذهب فلم تعد محتاجاً لمياه البئر.. اذهب و أكرز به.. احكي عنه ليشترك الكل معك في تمتعك به.. اترك اهتمامات هذا العالم.. فهذه كلها تزاد لكم.. و انطلق تحدث عنه بأعمالك اخدم غيرك، ساعد محتاج، افتقد إنسان وحيد، عزى حزين، اجعل كل من يلقاك يجده فيك، فكم من مرة سمعت صوتك ينادى: الحقول قد ابيضت للحصاد.. الفعلة قليلون.. من أرسل و من يذهب من اجلنا..
نعم يا سيدي الآن فهمت انك تقبل أن تعمل بي برغم ضعفي.. الآن أقول “… هاأنذا أرسلني” (اش 6 : 8)
رسالة من ابونا دانيال بمناسبة احد السامرية