العطاء
“و فيما هو خارج إلى الطريق ركض واحد و جثا له و سأله أيها المعلم الصالح ماذا اعمل لأرث الحياة الأبدية. فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحا ليس احد صالحا إلا واحد و هو الله. أنت تعرف الوصايا لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تسلب أكرم أباك و أمك. فأجاب و قال له يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي. فنظر إليه يسوع و اجابه و قال له يعوزك شيء واحد اذهب بع كل ما لك و أعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء و تعال اتبعني حاملا الصليب “(مر 10 : 17).
مرض الذات
منذ بداية الخليقة توجد خطيه و لازالت حتى الآن موجودة و هي ” الذات ” بداية من الملاك الذي سقط كان هدفه أن يكون مثل الله و ادم و حواء كانت مشكلتهم أن يصبحوا مثل الله و كذلك قايين لما قدم ذبيحة معينه و أخوه قدم ذبيحة أخري وذبيحة قايين لم تقبل فقتل أخوه .
لكي نزيل مرض الذات الذي أصاب البشرية يوجد طريقان للدخول إلي السماء:
- الطريق الأول هو الألم في مثل الغني و لعازر نجد الغني يقال عنه ” قد استوفي خيراته علي الأرض أما
لعازر ” لأنه قد استوفي بلايا”( لو 16:25 ) فلابد أن نسمح بدخول الألم في حياتنا لكي نستوفي بلايانا علي
الأرض و هذه كتبت أيضا في سفر الرؤيا حيث يقول” هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة و قد غسلوا
ثيابهم و بيضوا ثيابهم في دم الخروف” (رؤ 7 : 14).
- الطريق الثاني هو المحبة مثال المرأة الخاطئة “من اجل ذلك أقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيرا و الذي يغفر له قليل يحب قليلا” (لو 7 : 47).
معني العطاء
1- العطاء هو الخروج من الذات عن طريق إعطاء العشور لربنا. مثال الخمس خبرات والسمكتين في يد الله يشبعوا الجموع أما في يد الصبي بالكاد يشبعه هو فقط.
2- العطاء هو رائحة بخور تفرح قلب ربنا ” أعطوا العشور و جربوني ” (ملا 3 : 10) فعندما نعطي لابد أن يكون عندنا إيمان و ثقة في عمل الله معنا.
3- العطاء هو تحرر من عبودية المال ” لأنه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم أيضا” (لو 12: 34).
4- العطاء هو الإحساس بالآخرين ” عجبا أن نفتخر علي الفقير بالأكل الدسم و الثياب الثمينة و المقتنيات الكثيرة مع إننا جميعا ندرك إننا لم ندخل العالم بشيء كما إننا لا نقدر أن نخرج منها بشيء فأي فخر لنا علي الآخرين (القديس يوحنا ذهبي الفم) .
درجات العطاء:
1– عطاء واجب و مفروض مثال تقدمه قايين قدم أي شيء لأنها مطلوبة منه .
2- عطاء مصلحه أقدم شيء لكي اخذ مقابلها.
3- عطاء التعاطف.
4- عطاء المحبة مثال أبونا إبراهيم عندما طلب منه الله أن يترك أهله و عشيرته نفذ كلام الله و أيضا أطاع الله عندما طلب منه ذبح ابنه (حب وعطاء).
عطاء الله
عطاء الله في صنع الخليقة كلها و عمل أشياء جميله من اجل الإنسان، عمل كل شجره جيده و شهيه للأكل.
عطاء الله في خلقه الإنسان فنجد أن الله عند خلق الحيوان خلقه جسد أما الإنسان فخلقه علي صوره الله في البر و القداسة و الطهارة و الحرية هذه هي عطية الله.
عطاء الله في عناية بالإنسان في كل شيء حتى الألم فالله أحبنا و نحن خطاه أحبنا للمنتهي.
ماذا أعطي الله لنا:
1- الله أعطي لأولاده أعظم عطية و هو نفسه “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية “(يو 3 : 16).
2- أعطي لنا جسده” من يأكل جسدي و يشرب دمي يثبت في و أنا فيه “(يو 6 : 56)
3- قدم لنا الملكوت ” لا تخف أيها القطيع الصغير لان أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت” (لو 12: 32).
4- عطية الألم و التي عن طريقها سوف نصل إلي الملكوت مثال الثلاثة فتية في أتون النار.
أنواع العطاء:
1- عطاء معنوي ككلمات المديح و الابتسامة و التشجيع.
2- عطاء مادي كالعشور و النذور و البكور “إن لم يزد بركم على الكتبة و الفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات (مت 5 : 20)” ، “كأس ماء بارد لا يضيع أجره” (مت 10 : 42).
عظه لأبونا صليب