Home > ندوات > الرجاء
16 October 2011
 

Download

الرجاء روحيا

– يقول معلمنا بولس الرسول “لأننا بالرجاء خلصنا” (رو  8 :  24) الإنسان من طبعه انه ضعيف و مائل إلي التراب الذي أؤخذ منه و بالتالي فهو كثير السقوط و إذ لم يكن له رجاء سوف يدمر نفسه.

– عدو الخير هدفه أن نبعد عن الله ونيأس ففي قصه ادم و حواء كان هدف الشيطان ليس الأكل من الشجرة و لكن  هدفه أن  يفصلهم  عن الله فعدو الخير هدفه من أن نسقط  نبعد و هدفه من تكرار السقوط أن نزداد في الابتعاد و بالتالي نزداد في اليأس و الذي يخلصنا هو الرجاء.

– خطة تدبير الله لخلاصنا أن لانقطع رجاءنا من مراحم الله ” الصديق يسقط سبع مرات و يقوم” (أم  24 :  16). فمهما كانت حجم خطيتك قف أمام الله و كلما أحسست انك أكثر سوءا سيتعاظم عمل الله فيك ، يقال  “إن الطبيب يمدح بمرضاه”  و طبيب أنفسنا و أجسادنا و أرواحنا هو الله، فلابد أن يكون لنا ثقة في قدره و مراحم ربنا. الكاهن في تحليل الكهنة قبل صلاه القداس يقول “لا تقطع رجاءنا يا سيدي من رحمتك”.

قصه: يحكي عن قديس كان دائم السقوط  كان عنده رجاء كان يقول لربنا ” انظر يارب إلي شدة حالي و انتشلني إن شئت أنا أم لم أشأ لأنك  أنت تعلم إني من تراب واليه اشتاق” فكان الشيطان يغتاظ منه ويقول له ” كيف و أنت إنسان نجس الشفتين و اليدين تقف أمام الله ” فيرد عليه ” أنت تضربني بمرزبة و أنا أرد بمرزبة و سنري من يغلب أنت أم مراحم الله” و في النهاية ضجر شيطان اليأس  من حسن رجاءه و قال له ” لم اعد أهاجمك بعد  لأنك بهذا تأخذ أكاليل أكثر” فمن المهم أن نقوم من الخطية بسرعة و لا نيأس ” القلب المنكسر المتواضع لا يرذله الله” (مز  51 :  17).

– لا نجعل خطايانا تبعدنا عن الله بل تقربنا منه. فمن الممكن أن يكون ضعفنا هذا هو قوه محبتنا لله. فالفرق بين يهوذا و بطرس هو الرجاء، فيهوذا تاب لأنه قال “قد أخطأت إذ سلمت دما بريئا “(مت  27 :  4)، كما انه رجع الفضة و لكنه سلم نفسه لليأس و لم يكن له رجاء أما بطرس فبكى بكاء مرا فهو الذي تمتع بقبول ربنا له والله قبل توبته.

– ثق أن نظره الله لك أجمل من نظرتك لنفسك.

الرجاء من خلال الأحداث الحالية

– في وسط الأحزان لابد أن يكون لنا رجاء و أن يكون لدينا ثق في الله و في مواعيده و نكون مدركين آن الله موجود و انه كله للخير فالكنيسة تنقي بالتجارب فهي كنيسة متألمة كنيسة المسيح المصلوب.

– أوعوا تنظروا للأحداث  المؤلمة إنها ضدنا ولابد أن ندرك آن الذي يحدث ليس من أشخاص بل هي مملكه ظلمة “للرب حرب مع عماليق من دور إلى دور “(خر  17 :  16) الأمر ليس مع أشخاص فسوف ” تكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي “(مت  10 :  22)

– لابد آن تثبت في محبه الله و لا نقلق إلا من خطايانا ، يقول يوحنا ذهبي الفهم ” لا يستطيع احد أن يؤذيك ما لم  تؤذي  أنت نفسك ” ،”يذل الرب جميع المرتبطين بالأرض ” (مراثي ارميا).

فحاول أن تحل نفسك من رباطات الخطية و لتكن أحزاننا و تجاربنا هي سر سلامنا و ثباتنا.

 عظة لـ ابونا انطونيوس فهمي راعي كنيسة مار جرجس و الانبا انطونيوس محرم بك بالاسكندرية

Categories: ندوات Tags:
Comments are closed.