ابونا يوحنا: الآلام و الضيقات
منهج الكنيسة الأرثوذكسية إن الألم ممتزج بالفرح في حياتنا، مثل احتفالنا في الخماسين و مشاركتنا للسيد المسيح آلامه في أسبوع الآلام. في وسط الجو الحزايني للجمعة العظيمة تجد أننا نرتل لحن بيك اثرونوس الفرايحي أصلا. فكنيستنا الالم فيها ممتزج بالفرح .لن نتمادى في الحزن أو نتمادى في الفرح.
نعم الألم جزء من حياتنا على الأرض لكن السماء لا يوجد بها ألم. لابد أن نعلم أنه بسماح من الله يترك عدو الخير يجرب أولاده بالضيقات لكن الله غير مجرب بالشرور.
إن الشيطان يريد أن يرسل لنا رسالة ذكرت في قصة حزقيا الملك الذي صنع حركة إصلاح ديني مع شعب الله في العهد القديم و هذه الرسالة تتضح في كلام سنحاريب الملك “على ماذا تتكلون؟”( 2 أخبار 32 : 3-10 ).
هذا هو السؤال الذي يريدنا الشيطان أن نصل إليه و نبدأ في الشك في الله. لكن لابد أن لا نفقد ثقتنا في إلهنا و أن لا نحتمي إلا في إلهنا و لابد أن نثق أن الله يسمح بالتجربة لحكمة معينة و نشكره عليها. يجب أن نفهم أن الكنيسة في وقت الضيقة تكون في حضن الرب يسوع، فلا نحتاج أن نتكل على ذراع بشر.
لماذا يسمح الله بالضيقة؟
- لكي يعلم كل منا معدنه ( ذهب، أم فضة، أم نحاس). فالضيقة تكشف لنا مدى قوة إيماننا وقت الشدة.
مثال : شدة الأنبا أرسانيوس الذي جرب رغم انه كان قديس عظيم. دخل في تجربة مرض و حمى شديدة و لم يحضر تلميذه الأكل و الشرب كعادته. فخرج من قليته ليرتوي فاعتقد الناس انه شحاذ و أعطاه صدقة فقال: ” أشكرك يارب انك حسبتني مستحق للصدقة ” رغم انه كان في القدم معلم أولاد الملوك. - لأننا محتاجين أن نتوب توبة حقيقية لا شكلية. أن نحيا حياة كنسية نابعة من القلب. الألم يعطينا فرصة أن نعبر عن حبنا لربنا.
- هناك من يتعلم حياة الشكر من الضيقات فيستفيد منها و هناك من يتذمر . داود النبي كان يقول : “أشكرك يارب لأنك أذللتني “،”اختبرني يارب وجربني” .
- الضيقة اختبار لنا نتعلم منه دروس تثبت فينا لا تنتهي بانتهاء الضيقة.
- الضيقة تكون فرصة للصلاة من القلب بعمق .
- الضيقة تعلمنا أن نشعر بالمتألمين لاجتيازنا الضيقة مثلهم.
- الضيقة هي المكان الذي ترى فيه الله شخصيا. الأنبا بولا لم يقل إلا قول وحيد طوال حياته قال ” الذي يهرب من الضيقة يهرب من الله “
عظه لـ أبونا يوحنا مجدي