الأم تريزا – شخصيات هزت التاريخ
يوجد كثير من الشخصيات حياتهم تؤثر في التاريخ و آخرين موتهم يهز التاريخ و آخرون يعشون ويموتون دون أن يُعرف تاريخ حياتهم وموتهم نتيجة لعدم معرفتهم دورهم في الحياة.
من الشخصيات العظيمة. كانت منكره لذاتها وكانت تؤمن بأن سأجد نفسي لما أنسى نفسي ولن أحقق ذاتي إلا بأن أنكر ذاتي.
“بحثت عن نفسي لم أجدها وبحثت عن الله لم أجده لما بحثت عن أخي المحتاج الفقير فوجدت الثلاثة معا” (من أقوال الآباء)
وكانت من سماتها الإتضاع وكانت تؤمن بأن أهم فضيلة في المسيحية هي التواضع.
و قد تعلمنا من الآباء أن كل الذين يدخلون السماء من البشر كان لديهم نقطة ضعف وقد تابوا منها وكل الذين يدخلون النار ليس لديهم نقطة التواضع ولا يمكن أن يدخل المتكبر السماء أو أن المتواضع يهلك.
وحياة الإتضاع في شخصيتنا كانت تؤمن إن الإتضاع ليس بالقراءة أو العظات. وكانت تقول كل ما يقال عن التواضع غير كافي لتعليمك وكل ما تقرأ عنه غير قادر على تلقينك إياه ولن تتعلم التواضع إلا بتقبلك الإهانات و الإهانات سوف تصادفك على مدى حياتك غير إن أعظمها هي معرفه انك لا شيء وهذا ما ستتعلمه عندما ستجد نفسك في موجة الرب في السماء وكانت ترى الغرض من الحياة الروحية أن أؤمن بأني لاشيء وعندما أرى أنى لا شيء فهي بداية لعمل الله في حياتي الروحية.
وشخصيتنا هي ملاك الرحمة الأم تريزا:
الاسم: غونشى بوياخلو
تاريخ الميلاد: 27-8-1910م
ولدت بمدينه سكوبى في بلدة مقدونيا وكان والدها متعهد بناء. والدتها كانت ربه منزل وهم أسره كاثوليكيه وهى في سن الثانية عشر سألت نفسها “أنا عايشه ليه” غير الاحتياجات المادية من أكل و شرب و زواج و أطفال ثم الموت لابد إن هناك هدف اكبر من هذا. ثم بدأت بمساعدة المحتاجين وكانت تشعر بسعادة وكانت تساعدهم أكثر لتشعر بسعادة أكثر. ليست بالضرورة مساعدة مادية و أصبحت رسالتها مساعدة المحتاجين و أعطت حياتها للفقراء ثم قررت أن تذهب للدير للرهبنة في ايرلندا وفى سنه 1923 قام الدير بإرسالها كراهبه مبتدئة وظلت تتدرب تحت التمرين 17 سنة لكي يختبروها في شمال الهند.
سنة 48 وهى على الطريق رأت مرضى كثيرون في الهند وأرادت أن تساعدهم لكنها لا تفهم شيء في الطب فقررت أن تدرس الطب والتمريض لكي تقدر أن تساعد المحتاجين المرضى وتركت الدير فواجهت مشاكل كثيرة بسبب انه ليس هناك خدمه لذلك. كرست وقتها و أنشأت أول مدرسة للفقراء في الهند وكانت تؤمن بأن الناس كلهم من حقهم أن يتعلموا ليس فقط من معه المال.
سنة 1950 أنشأت الإرساليات الخيرية وهى أول من انشأ هذه الإرساليات الخيرية فإن الرهبان مكانهم الدير فقط ولكن في وقت الاضطهاد ينزلون لتقويتنا فهي أول راهبة مكرسة واختارت زيا بسيطا. جلباب ابيض و يوجد علامة الصليب على الكتف الشمال عندما ذهبت للهند كان الشعب مدمر جسديا ونفسيا وروحيا ووجدت هناك معبد اله موت (كالى) وقامت بتحويل المعبد إلى مستشفى لعلاج الموت وكانت تعالج فيه المرضى بأمراض كالجذام و المالاريا و أمراض أخرى.
كثيرين قاموا بتحذيرها من انتقال المرض إليها وكانت ترفض الامتناع عن معالجة المرضى وتقول إنني لو مرضت فهذه هي الخدمة الحقيقية. وتوالت بعد ذلك المؤسسات التي أنشأتها الأم تريزا، فأقامت “القلب النقي” (منزل للمرضى المزمنين أيضا)، و “مدينة السلام” (مجموعة من المنازل الصغيرة لإيواء المنبوذين من المصابين بأمراض معدية). ثم أنشأت أول مأوى للأيتام. وبازدياد المنتسبات إلى رهبنة “الإرسالية الخيرية”، راحت الأم تريزا تنشئ مئات البيوت المماثلة في طول الهند وعرضها لرعاية الفقراء ومسح جراحاتهم وتخفيف آلامهم، والأهم من كل ذلك لجعلهم يشعرون بأنهم محبوبون ومحترمون كبشر.
كان عام 1965 نقطة تحول كبرى في مسيرتها. فقد منحها البابا بولس السادس الإذن بالتوسع والعمل في كافة أنحاء العالم، لا الهند وحسب. وهكذا راح عدد المنتسبات إليها يزداد وفروعها تشمل معظم دول العالم الفقيرة أو التي تشهد حروبا ونزاعات. من أثيوبيا المهددة بالجوع إلى جنوب أفريقيا، إلى ألبانيا مسقط رأسها بعد سقوط الشيوعية. ومن أعمالها المشهودة أنها استطاعت خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 أن توقف إطلاق النار لمدة معينة إلى أن تمكن رجال الدفاع المدني من إنقاذ 37 طفلا مريضا كانوا محاصرين في إحدى المستشفيات.
قد حظيت الأم تريزا بإعجاب العالم ونالت العديد من الجوائز تقديرا لخدماتها الجليلة. وقد عرفت كيف تستغل سمعتها العالمية بذكاء من أجل جمع المال والمساعدات لخدمة القضية الإنسانية النبيلة التي جعلتها هدفا لها.
- عام 1962 منحتها الحكومة الهندية جائزة “باندما شري” لـ “خدماتها الإنسانية المميزة”.
- سنة 1971 كرمها البابا بولس السادس، إذ جعلها أول شخص يفوز بجائزة البابا يوحنا الثالث والعشرين للسلام.
- عام 1972 منحتها الحكومة الهندية ميدالية جواهر لال نهرو لأعمالها العالمية المميزة.
- 1979: جائزة نوبل للسلام.
- 1985: الرئيس رونالد ريغان يمنحها “ميدالية الحرية”، أرفع وسام مدني أميركي يمكن ان يحصل عليه إنسان.
- 1996:الأم تريزا تصير الشخص الرابع في العالم الذي يمنح الجنسية الأميركية الفخرية
من مآثرها أنها لدى تسلمها جائزة نوبل للسلام التي تبلغ مئات الآلاف من الدولارات، ارتدت الساري إياه الذي ترتديه في حياتها العاديةـ والذي يبلغ ثمنه دولارا واحدا. كما أنها طلبت إلغاء العشاء التقليدي الذي تقيمه لجنة جائزة نوبل للفائزين، وطلبت ان تعطى المبلغ لتنفقه على إطعام 400 طفل هندي فقير طوال عام كامل.
لقد توسعت الإرسالية الخيرية التي أنشأتها الأم تريزا، وباتت تضم 570 مركزا لخدمة المرضى والفقراء حول العالم، تتولاها أساسا 4500 راهبة، إلى جانب أخوية تتألف من 300 عضو، إضافة إلى ما يزيد عن مئة ألف متطوع يعملون كلهم في مراكز تتولى العناية بمرضى الإيدز والبرص وسواها من الأمراض المعدية وغير القابلة للشفاء. إضافة إلى إطعام مئات الآلاف من الجائعين والعاجزين، ومراكز للرعاية الاجتماعية و مأوي الأيتام والمدارس.
ولكن صحة الأم تريزا بدأت تتدهور منذ عام 1985. ويعود ذلك في جزء منه إلى عمرها، وفي جزء آخر إلى الأوضاع الصحية للمرضى الذين عملت معهم، والى إنفاقها معظم وقتها في رحلات حول العالم لجمع الأموال والمساعدات من أجل الفقراء، دون ان تصرف وقتا كافيا للعناية بصحتها.
أول تلك الوعكات كانت إصابتها بذبحة قلبية عام 1985 فيما كانت في روما. وأخرى عام 1989 كانت أخطر وكادت تودي بحياتها، ما اضطرها إلى ان تخضع لعملية جراحية جرى خلالها زرع منظم للنبض. عام 1991 كانت في المكسيك وأصيبت بمرض ذات الرئة فأثر ذلك على عمل القلب. 1996 عانت من مرض الملاريا والتهاب الصدر وخضعت لعملية جراحية في القلب. في الخامس من شهر سبتمبر عام 1997توفيت الأم تريزا منهية بذلك كفاحها من أجل حياة إنسانية أفضل .