ابونا يوحنا: عيد الصعود
16 May 2010
لماذا ظل السيد المسيح أربعين يوم على الأرض بعد قيامته لماذا لم يصعد مباشرة إلى السماء ؟
- تأكيد لحقيقة القيامة.
- ليسلمنا الأمور المختصة لملكوت الله. فقد سلم إلى التلاميذ القداس، سر التوبة و الاعتراف، سر المعمودية، الكهنوت و الكرازة. سلم لهم قبل القيامة نظري و سلمهم التطبيق العملي بعد القيامة. لم تكتب تلك الامور في الكتاب المقدس و لكننا تسلمناها عمليا ( و توجد في التقليد الكنسي و الديسقولية ) .
إذا كانت القيامة تمثل التوبة فماذا يمثل لنا الصعود ؟
الصعود هو علامة قبول الذبيحة
- قال السيد المسيح للص اليمين: اليوم تكون معي في الفردوس و ذلك لأنه نقل نفوس الأبرار من الجحيم إلى الفردوس .
- في اليوم الأربعين بعد ظهوره للتلاميذ صعد للسماء و قدم الذبيحة التي قدمت على الصليب و دخل بها إلى الأقداس العليا و قدم هذه الذبيحة إلى الله الآب. نقول في الألحان “هذا الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب فتنسمها أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة” .
- دخل بدم نفسه كما هو مذكور في رسالة العبرانيين. دخل إلى الأقداس مرة واحدة بدم نفسه فقبل الآب هذه الذبيحة من الابن و جلس هو عن يمين الآب في السماويات رئيس كهنة إلى الأبد و من كهنوته تعيش الكنيسة . “و ليس بدم تيوس و عجول بل بدم نفسه، دخل مرة واحدة إلى الأقداس، فوجد فداء أبديا ” ( عب 8 :12 )
- أي خاطئ يأتي تائبا يغفر خطيته بدم المسيح لأن الآب يسامحنا لأنه يحبنا لأننا في صورة ابنه الوحيد. لا توجد خطية بدون ثمن لكن تغفر لنا كما ذكرنا بدم المسيح. و نمارس جميع الأسرار بما فيها الكهنوت ببركات دم يسوع .
ما معنى عبارة جلس عن يمين الآب ؟
- تلك العبارة هي تعبير مجازى. المسيح أخلى ذاته بالتجسد أخفى مجده أما في الصعود رجع إلى صورة مجده.
- يمين الآب تعنى قوته هنا.
- جلس عن يمين الآب تعنى مساواة له في الجوهر.
- جلس عن يمين الآب من حيث ناسوته و ذلك بمعنى انه لاهوتيا مالئ السماء و الأرض. أما الذي صعد هو ناسوت الرب يسوع حتى وصل إلى الأقداس العليا و جلس عن يمين الآب .
- الآب غير متجسد
ما علاقة عيد الصعود بيوم الكفارة ؟
- رئيس الكهنة في القدم هو الذي كان يقدم الذبيحة و كان هذا اليوم الوحيد الذي يدخل فيه قدس الأقداس و يصب هذا الدم على تابوت العهد لكن رئيس الكهنة في العهد القديم كان خاطئ والشعب أيضا كان خاطئ و الدم الذي كان يدخل به كان كفارة عن نفسه و شعبه و كان يدخل إلى مكان مليء بالدخان و البخور فيدخل لمكان عديم الرؤية رمز إلى الآب الغير مرئي .
- لكن هذا كان رمز إلى دخول رب المجد يسوع بدمه الطاهر إلى الأقداس كفارة عن خطايانا و هنا نجد الفرق إن المسيح لم يكن يحتاج إلى التكفير لأنه بلا خطية و لكنه قدم كفارة عن الشعب كله عكس رئيس الكهنة اليهودي الخاطئ .
- “نحن الذين التجأنا لنمسك بالرجاء الموضوع أمامنا ،الذي هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة و ثابتة ، تدخل إلى ما داخل الحجاب ، حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا ، صائرا على رتبة ملكى صادق ، رئيس كهنة إلى الأبد”(عب 6: 18-19 ). أن الله دخل سابقا لنا إلى الملكوت بطبيعته البشرية كي يرينا إمكانية دخولنا الملكوت
عيد الصعود يكمل قصة الحب الإلهي ويعلن صفاته :
الله لا يغضب على الإنسان بل على الشر
- حب الله لنا كامل و الدليل على ذلك قصة المرأة التي كان يريد أن يرجمها الناس على خطيتها و لكن الرب يسوع خلصها و أعطاها درس في الحب.
- كما قال أحبهم إلى المنتهى حب غير مشروط حب بلا حدود.
- كراهية ربنا للخطية لا تمنعه من محبته للإنسان و لكن إذا استمر الإنسان في خطيته سيهلك.
الله يحبك كما أنت
- قد نكون نرى في أنفسنا أننا غير مميزين لأننا لم نكتشف قيمة أنفسنا كما قيمنا الله.
- الله يحبنا رغم معرفته لضعفاتنا و نقائصنا ” فرأى ما فعله إذ هو حسنا جدا”
- الكمال ليس أن نتمتع بصفات حسنة إنما بمقومات تؤهلنا إلى الحياة الأبدية (مثل الوزنات )
الله يطيل أناته على كل البشر
- محبة الله لنا دائمة لذلك يعطينا فرص للتوبة باستمرار.
- كلما نسقط سوف نقوم بمعونة الله لأن الله يقوينا فننمو. فالتوبة هي عبارة عن اكتشاف لمحبة الله.
- لأن قيمة الإنسان عند الله هي غالية جدا فإنه فدانا بدمه فلن يتركنا بل يعضدنا ويعطينا استنارة روحية.
مفهوم الوصية
- الوصية ليست قيد أو تحديد للخطية.
- الله منذ أن خلقنا أعطانا وصية تحفظنا على الصورة الإلهية التي خلقنا الله عليها، وعندما أعادنا إلى الفردوس أعطانا وصايا لنحافظ على طبيعتنا الجديدة في الصورة الإلهية التي جددها الله لنا بفدائه.
- مفهوم الوصية في العهد الجديد أعلى لأننا نحافظ على صورة أجمل لأن الروح القدس ساكن فينا، الوصية حفظ و صون لنا و ليست قيد.
ياريت نكمل طقوس الكنيسه لمعرفه جيدا ماذا يحدث في القداس لان يوجد كثيرا منا لايعلم