Home > فقرات > راعوث – الجزء الثاني
6 June 2010
 

Download

رجوع راعوث لنعمه بعد يوم عمل شاق

  • إرشادات نعمى لراعوث : ( لا تطلب ما لنفسها )
  • يا بنتي ألا التمس لك راحة ليكون لك راحة
  • نصيحة نعمى :( اغتسلي و تدهني والبسي ثيابك و انزلي إلى البيدر و لكن لا تعرفي عند الرجل حتى يفرغ من الأكل و الشرب متى أضجع فأعلمي المكان الذي يضجع فيه و ادخلي واكشفي ناحية رجليه و أضجعي و هو يخبرك بما تعملين )

لقد كشفت لها الطريق الذي به تنطلق النفس إلى العريس لتتحد معه أما ملامحه (مناظرة عن كيفية وصولنا إلى السماء ) فهي :

  • أولا اغتسلي: فلا دخول إلى العريس إلا خلال مياه المعمودية مياه المعمودية تطهرنا من كل دنس بحيث نصبح هيكلا مقدساً لله و نتصل بطبيعته الإلهية بالشركة في الروح القدس ( القديس كيرلس الكبير 377 – 444 م )
  • ثانيا تدهني: بعد المعمودية نتقبل دهن الميرون ليكون لنا روحه القدس ساكنا فينا .
  • ثالثا : البسي ثيابك : إذ نغتسل من الخطايا و يكون المسيح كثوب بر يستر كل ضعفاتنا.
    ( الذي يعتمد للمسيح لا يولد من الله فقط بل يلبس المسيح أيضا )
  • رابعا :انزلي إلى البيدر : في البيدر يفرز الحبوب من التبن و كأنه يشير إلى الدينونة حيث يفرز الأشرار من الأبرار
  • خامسا : لا تعرفي عند الرجل حتى يفرغ من الأكل : كأنه يليق بنا أن ننتظر حتى يخرج الخدم لنلتقي به وحده ( مثل علاقتنا الشخصية مع الرب التي ننفرد فيها به ونشبع من مياه حبه ) .
  • سادسا : ادخلي و اكشفي ناحية رجليه و أضجعي : دخول إلى الرب = خروج من محبة العالم، كشف رجليه : التعرف على الأسرار الإلهية. مادمنا في الأرض لا نقدر نكشف إلا رجليه أما في الأبدية فسنراه وجها لوجه.
  • أما إضجاعها فيعني قبول آلامه و صلبه حتى الموت و الدفن.
    قَالَ لَهُ يَسُوعُ: “انا هو الطريق و الحق و الحياة ليس احد ياتي الى الاب الا بي”( يوحنا 6:14)
    “صدقوني إن جواز السفر الوحيد الذي تدخلون به لملكوت الله هو هذه الشهادة الإلهية : أنت ابني” ( تأمل للبابا شنودة)

راعوث تلتقي ببوعز( الحوار الذي دار بينهما و مباركة حكمتها )

  • كشفت رجلي بوعز لتعلن له أنها قريبته. قدميه قد تعرت أي هي في حاجه إلى رجل يسترها.
  • بوعز يبارك حكمة و محبة راعوث ( انك مباركه من الرب يا بنتي لأنك قد أحسنت معروفك في الأخير أكثر من الأول إذ لم تسعي وراء الشبان فقراء كانوا أو أغنياء. و الآن يا بنتي لا تخافي كل ما تقولين افعل لك لأن جميع أبواب شعبي تعلم انك امرأة فاضلة )

لماذا مدحها ؟

  • منذ البداية نرى أن راعوث تتمتع بفضائل عدة منها الترك.
  • “تفتح فمها بالحكمة و في لسانها سنّة المعروف” ( أمثال 31 : 26)
  • أما سامع المشورة فهو حكيم.
  • “حكمة المرأة تبني بيتها” (ام  14 :  1)
    “و انما ان كان احدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء و لا يعير فسيعطى له” (يع  1 :  5)
    الحكمة تنقذ الإنسان من الوقوع في المتاعب

تعليق مار افرام السرياني

  • أضجعت راعوث بجوار إنسان في البيدر من أجلك ! حبها جعلها جريئة يا من تعلم كل التائبين الجرأة.
  • أخجل عندما تخطيء و لا تخجل عندما تتوب فالخطية هي الجرح و التوبة هي العلاج. الخطية يتبعها الخجل و التوبة يتبعها الجرأة لكن الشيطان قد عكس هذا الترتيب فيعطى جرأة في الخطية و خجل من التوبة.

القديس يوحنا ذهبي الفم
لابد أن لا نخجل من الاعتراف بخطايانا لأننا بدون هذا الاعتراف لا ننال الخلاص. فنحن أخطأنا أمام الرب كما نصلى في المزمور و نقول ( لك وحدك أخطأت و الشر قدامك صنعت ) لذلك كان بالأحرى أن نذكر الرب قبل أن نصنع الخطية.

عودة راعوث إلى حماتها

  • صرف بوعز راعوث غير فارغة بل اكتال لها 6 من الشعير أي ضعف ما نالته في النهار.
  • ( اطلبوا أولا ملكوت السموات و بره و هذه كلها تزاد لكم )
  • إذ رجعت راعوث إلى حماتها سألتها ( من آنت يا بنتي ؟ )
  • هل لقاءنا بالمسيح يغبر قلوبنا فقط بل ملامحنا أيضا!!

بوعز يقتني ما لأليمالك

  • كان لزاما أن يسأل الولي الشرعي الأول أن كان يفك هو أم يتنازل عن حقه لبوعز بكونه الولي الثاني جلس بوعز عند باب المدينة كعادة اليهود سابقا ليقام مجلس للشيوخ للبث في المشاكل بين الشعب.
  • رفض الكتاب ذكر اسم الولي الأول لأنه غير مستحق لذكر اسمه. إذ أراد أن يقتني حقل اليمالك و يدفع الرهن لضمه إلى ميراثه و إذ عرف انه يلتزم بالزواج من راعوث ليقيم نسلا للميت ويعود حقل اليمالك لأبنها بعد أن يدفع الثمن.

بوعز يقتني راعوث

  • لم يكن قلب بوعز في حقل اليمالك و إنما اقتناء راعوث لتنجب لحساب الميت اسمه و لا ينقرض بين أخوته.
  • قد بارك الكل هذا الروح الباذل المملوء حبا و سألوا الرب أن يبارك في راعوث فيجعلها كراحيل و ليئه.
  • باركها الجميع فصارت راعوث أما لجماعة الملوك ( داوود و نسله) حتى يأتي ملك الملوك متجسدا من ابنتها مريم.

راعوث تنجب عوبيد

  • (فأعطاها الرب حبلا فولدت ابنا ….فأخذت نعمى الولد و وضعته في حضنها و صارت له مربية )
  • يختتم السفر بإعلان مجيء داوود لراعوث : فبدأ الجذر الملوكي المقدس في الأمة اليهودية لتنمو الشجرة و تأتي بالثمرة الفريدة ( ابن داوود) الملك الروحي الحقيقي.
  • هكذا بدأ السفر بالمجاعة التي بسببها انطلق اليمالك و عائلته من يهوذا إلى مؤاب و انتهى بالشبع الحقيقي حيث ينعم العالم كله بابن داوود

بوعز  و راعوث ثنائي مثالي

  • قد استقبل مجيء راعوث بالتقدير وليس الكبرياء
  • شخص متعقل غير مندفع لم يتسرع بالزواج منها بل راعى التقاليد. لم يتخطى الولي الأول
  • شخص كبير القلب يسرع إلى ما يسر قلبها ( الآن يا بنتي لا تخافي كل ما تقولين افعل لك ) هو المسئول عنها بعد والديها
  • رجل ينظر إلى القلب فقد أعجبته راعوث بالرغم من أنها كبيرة السن و أرملة.
  • مواقفه نحوها كانت تدل على النخوة و تعاطف و تقدير و احترام.

ما هي درجة التوافق بينهما ؟

  • سنجد العديد من الاختلافات المقبولة بينهما فلا ننسى انه يهودي و هي أمميه. هو غني و هي فقيرة لكن الله في قلب كليهما لذلك كان هدفهم واحد.
  • فالاختلافات المقبولة تثري العلاقة و تعود كل منهما على فضائل الاحتمال و القبول و الحب غير المشروط.
  • العلاقة المثالية = حب + خضوع
  • خاضعين بعضكم لبعض لخوف الله
  • أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب
  • يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم من يحب امرأته يحب نفسه.

الحوار
رأينا العديد من الحوارات في هذا السفر فما هي شروط الحوار الفعال من وجهة النظر المسيحية ؟

  • الإتضاع ( لابد أن أعطى فرصة لسماع الآخرين )
  • الحب ( فالحوار في حقيقته انفتاح مع محبة لتقبل الكلام)
  • التكافؤ ( احترام وجهات النظر الأخرى و الثقة بالنفس و الاعتراف إذا أخطأت فهذا لا يقلل من قيمة الإنسان )

حوار مع الله
الإنسان لا يشعر بالراحة الحقيقية إلا إذا تحدث مع الله لذلك لابد أن نتدرب على أن نجعل حوارنا فعال مع الله من طرفين ليس مجرد شكاوى أو طلبات إنما أيضا لابد أن نعطى أنفسنا فرصة لسماع صوت الله.

الفقرة من تقديم ت. ماري ماجد

Comments are closed.