ابونا لوقا: الوقت
يوجد أقوال كثيرة عن هذا الموضوع مثل المكتوب على الجبين لابد أن تراه العين وغيرها من الأمثلة التي نرددها كثيرة ولكن هل هذا صحيح ؟
سليمان الحكيم قال في سفر الجامعة في الإصحاح الأول
كانت هذه هي خبرة سليمان التي نقلها إلينا..
“باطل الأباطيل الكل باطل. ما الفائدة للإنسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس . دور يمضي و دور يجيء و الأرض قائمة إلى الأبد . و الشمس تشرق و الشمس تغرب و تسرع إلى موضعها حيث تشرق. الريح تذهب إلى الجنوب و تدور إلى الشمال تذهب دائرة دورانا و إلى مداراتها ترجع الريح. كل الأنهار تجري إلى البحر و البحر ليس بملآن إلى المكان الذي جرت منه الأنهار إلى هناك تذهب راجعة. كل الكلام يقصر لا يستطيع الإنسان إن يخبر بالكل العين لا تشبع من النظر و الإذن لا تمتلئ من السمع . ما كان فهو ما يكون و الذي صنع فهو الذي يصنع فليس تحت الشمس جديد . إن وجد شيء يقال عنه انظر هذا جديد فهو منذ زمان كان في الدهور التي كانت قبلنا ليس ذكر للأولين و الآخرون أيضا الذين سيكونون لا يكون لهم ذكر عند الذين يكونون بعدهم “(جا 1: 1- 11)
ماذا يقصد سليمان الحكيم ؟
إن سليمان هنا يتكلم عن الحياة على الأرض أي يقول لنا لا تتمسكوا بالأرضيات لأنها زائلة أن الأشياء المادية عامل مساعد للوصول للسماء لكن ليست دائمة .
قال سليمان أيضا في سفر الجامعة الإصحاح الثالث
“قلت في قلبي من جهة أمور بني البشر أن الله يمتحنهم ليريهم انه كما البهيمة هكذا هم. لأن ما يحدث لبني البشر يحدث للبهيمة و حادثة واحدة لهم موت هذا كموت ذاك و نسمة واحدة للكل فليس للإنسان مزية على البهيمة لان كليهما باطل. يذهب كلاهما إلى مكان واحد كان كلاهما من التراب و إلى التراب يعود كلاهما ”
هنا يتكلم سليمان عن الحياة الجسدية التي تكون مثل الحيوان يأكل و يشرب و ينام و لكن هنا لابد أن ننتبه أن الله أعطانا عقل و روح لكي نحيا حياة روحية أي ميزنا عن سائر المخلوقات فلماذا نفضل حياة الحيوانات وننسى أننا أبناء الله فيضيع الوقت وتكون نهاية حياتنا الهلاك و هناك آيات كثيرة في الكتاب المقدس تحذرنا من نتيجة ضياع الوقت.
“أيام سنينا هي سبعون سنة، وإن كانت مع القوة فثمانون سنة، وأفخرها تعب وبلية، لأنها تقرض سريعا فنطير” (مز 90: 10)
“الإنسان مولود المرأة، قليل الأيام وشبعان تعبا” (أيوب 14 : 1)
” إن كانت أيامه محدودة، و عدد أشهره عندك، وقد عينت أجله فلا يتجاوزه” (أيوب 14: 5)
“لأن الإنسان أيضا لا يعرف وقته كالأسماك التي تؤخذ بشبكة مهلكة و كالعصافير التي تؤخذ بالشرك كذلك تقتنص بنو البشر في وقت شر إذ يقع عليهم بغتة” ( جا 9 : 12 )
فيكتور فرانكلين و أقواله
فيكتور فرنكلين طبيب نفسي عاش في أوائل القرن ومات في أواخره. ولد 1905 وتوفى 1997. كان يعيش في أيا م الحرب العالمية الثانية و لقد قضي على عائلته كلها على أيدي النازيين في المحارق.
كان مقياس الحياة هو الصحة إذا مرض أحد كان يقتل فكان هذا الطبيب يتوقع أن يقتل في أي وقت. وكان يروى معاناته التي رآها و مهانته سواء في المأكل والملبس. ولكن العجيب إن هذا العالم بعد أن خرج من أزمته وضع مدرسة للعلاج النفسي وهى المدرسة الثالثة وهى الحياة بالمعنى Logo therapy.
قال إن الإنسان لا يعيش بالقوة أو باللذة مثلما قال فرويد و أدلر بل قال إن الإنسان يصل إلى قمة السعادة عندما يحقق ذاته و في نظره أن هذا شيء عرضي و لكن منتهى أمله أن يعرف المعنى وقال :
- أن الحياة لها معنى تحت كل الظروف والدافع الحقيقي الرئيسي للحياة هو إرادة المعنى والحرية في إيجاد معنى في كل ما نفكر فيه.
- رغم كل ما تعرض له فكان سجين من الدرجة القصوى لكنه كان داخليا يعيش حرا من داخله و إذا تأملنا هذا الفكر سنجده فكر مسيحي أصيل.
- يذكرنا بواقعة ذكرت في (أعما ل الرسل 16 : 22 ،23 ، 24، 25) و هي بولس وسيلا في السجن “فقام الجمع معا عليهما و مزق الولاة ثيابهما و أمروا أن يضربا بالعصي. فوضعوا عليهما ضربات كثيرة و القوهما في السجن و أوصوا حافظ السجن أن يحرسهما بضبط. و هو إذ اخذ وصية مثل هذه ألقاهما في السجن الداخلي و ضبط أرجلهما في المقطرة . و نحو نصف الليل كان بولس و سيلا يصليان و يسبحان الله و المسجونون يسمعونهما “
- نجد أن بولس فهم المعنى الذي قيل عنه لحنانيا عند قبوله الإيمان “فقال له الرب اذهب لان هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أمم و ملوك و بني إسرائيل . لأني سأريه كم ينبغي أن يتألم من اجل اسمي” ( أع 9: 15 )
- ولقد قال فرانكلين عن الموت أن الحياة ليس لها معنى بدون الموت وقال أيضا : يمتلك الإنسان حرية إرادة وهو يختلف في قدرته على الانسلاخ من النفس للتفكير في اختياراته وتقييمها. يستطيع أن يعبر خارج حدود الظلم والحبس لأن لديه حرية إرادة “
- الموت هو الذي يعطى معنى للحياة فالكوارث والزلازل تعطى معنى للحياة حتى إذا تضرر منها الإنسان .
- عندما وقف السيد المسيح أمام هيرودس قال له إن الجسد له سلطان عليه أم الروح لا. فقد قال لنا الله علنيا” خافوا من الذي له سلطان أن يلقى في جهنم “
- نجد فرانكلين يخبرنا أن الإنسان يستطيع أن يخرج بإرادته و يبحث عن المعنى وراء الأحداث لا يستطيع أحد إن يقيد فكرك و نجده هنا أنه يعنى أن الله هو المقصود لأنه المهندس الأعظم الذي يدبر حياتنا و معرفته و معرفة إرادته من وراء الأحداث ولقد فعل ذلك فرانكلين فى حياته رغم انه كان يهودي .
- و لقد قال فرانكلين أيضا : يمتحن الناس طوال الوقت بالحياة
- ورغم ذلك يحاول بعض الناس أن يقتلوا الوقت لشعورهم بالفراغ رغم انه الوقت المتاح لدينا لإجابة الامتحان فكيف نهدره بمشاهدة الترهات والأفلام هنا تصبح الحياة ليس لها معنى الإنسان الماهر هو الذي يبحث عن المعنى وراء الأحداث التي تحدث لك .
- كل شيء في حياتنا له مغزى حتى إن لم ندركه الآن لكن يجب أن نعلم أن كل الأمور تعمل لكم للخير للذين يحبون الله
- سراج لرجلي كلامك ونور لطريقي
- لابد أن أعيش الحياة بتدقيق في خوف و رضا الله “يا ابني لا تنسى شريعتي بل يحفظ قلبك وصاياي فإنها تزيدك طول أيام و سني حياة”
- ” فلنسمع ختام الأمر كله: اتق الله و أحفظ وصاياه، لأن هذا هو الإنسان كله لأن الله يحضر كل عمل إلى الدينونة، على كل خفي، إن كان خيرا أو شرا ” (الجامعة 12 : 13، 14 )