Home > ندوات > أفراح السماء
25 July 2010
 

Download

“و قال الرب لموسى اكتب لنفسك هذه الكلمات. لأنني بحسب هذه الكلمات قطعت عهدا معك و مع إسرائيل. و كان هناك عند الرب أربعين نهارا و أربعين ليلة لم يأكل خبزا و لم يشرب ماء. فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر. و كان لما نزل موسى من جبل سيناء و لوحا الشهادة في يد موسى عند نزوله من الجبل إن موسى لم يعلم إن جلد وجهه صار يلمع في كلامه معه. فنظر هرون وجميع بني إسرائيل موسى و إذا جلد وجهه يلمع. فخافوا أن يقتربوا إليه. فدعاهم موسى. فرجع إليه هرون و جميع الرؤساء في الجماعة. فكلمهم موسى. وبعد ذلك اقترب جميع بني إسرائيل. فأوصاهم بكل ما تكلم به الرب معه في جبل سيناء. و لما فرغ موسى من الكلام معهم جعل على وجهه برقعا. و كان موسى عند دخوله أمام الرب ليتكلم معه ينزع البرقع حتى يخرج. ثم يخرج ويكلم بني إسرائيل بما يوصى.فإذا رأى بنو إسرائيل وجه موسى أن جلده يلمع كان موسى يرد البرقع على وجهه حتى يدخل ليتكلم معه”. ( خر 34 : 27 – 35 )

ظل موسى 40 يوما و ليلة صائما و هذا مخالف للطبيعة البشرية ولكن سمح الله لموسى و من بعده إيليا أن يصنع ذلك لكي عندما يفعله الرب يسوع لا أحد يقدر أن يقول أن هذا مستحيل و انه لا يملك جسد بشرى مثلما فعل الغنوسيين .

إذا نظرنا إلى اخنوخ و إيليا الذين يعيشون في مكان أشبه بالنعيم لا يأكلون ولا يشربون فيه بقوة إلهية لأنهم سمو عن الأرضيات و رأوا المجد فاستطاعوا أن يحيوا.

وهنا نتذكر الآية القائلة:” ليس بالخبز وحده يحيا الأنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله”.

الرب يسوع أراد أن يوضح لنا انه من الممكن أن نعيش بدون الاحتياجات الجسدية و الاجتماعية و غيرها من الاحتياجات التي ندرك تماما مدى ضرورتها ولكن لا نستطيع آن نعيش بدون كلام الله لأنه مصدر الحياة الحقيقي.

الله سمح بظهور جسد موسى في صورة لمعان و انعكاس مجد الله على وجهه لأنه أراد أن يؤكد أن العهد القديم كان إعداد للعهد الجديد الله أراد أن كل إنسان ليس جلد وجهه فقط يلمع بل أراد أعماقه من الداخل تحمل مجد وبهاء المسيح.

يوسف رغم مقاومة أخواته و كل المعاناة التي لحقت به إلا انه كان يحمل بهاء داخلي ظهر على وجهه.

المعمودية مصدر مجدنا
( القديس باسليوس الكبير) كان يرى أن المعمودية هي التي تعطى لنا المجد و قال عنها: “المعمودية هي صلب و موت ( مع المسيح ) وقيامة”.
بولس الرسول قال :”مدفونين معه بالمعمودية” ( رومية 6 )
يوجد قيامة بداخلنا السمائيين يستطيعون أن يروا هذا البهاء .

ملكوت الله في داخلكم
“اعرف نفسك” ( القديس باسليوس الكبير )

الكثير منا يعرف ما بخارجه من مواهب وتعليم ومكانة اجتماعية لكن لا يعرف ما بداخله فيعانى من فشل في الحياة الأسرية والروحية .

نعانى من عدم وجود شبع حقيقي لعدم معرفة ما بداخلنا نحن بداخلنا المسيح القائم من بين الأموات ببهاء مجده عمل الروح القدس هو اكتشاف الينابيع الحية التي بداخلنا و المشكلة أن البئر الذي بداخلنا مدفون لذا لابد من البحث والتنقيب عنه مثلما فعل اسحق عندما حفر 7 آبار لم ييأس لردم الفلسطينيين آباره بل كان ينقب فوجد ينابيع مياه كثيرة.

المسيح القائم بداخلنا يفيض بداخلنا ينابيع ماء حية تروى الآخرين . الإنسان الذي لا يعرف نفسه يقلل من ذاته و يعانى من صغر نفس لأنه محول نظره عن المسيح الذي بداخله.

موسى يمثل كنيسة العهد الجديد التي تمثل مجد ابنة الملك من الداخل.

عندما يتكلم بولس الرسول إلى فيلبى ويقول ” لأن سيرتنا في السمائيات” “our citizenship in heaven” أعطانا الله جنسية مجانية لدخول السماء.

يقول ذهبي الفم :
لكي تصعد رحلة تستهللك وقت و مصاريف و ان ركبت مركبا معرض للغرق و للصوص و لكن لتدخل السماء لن تستغرق كل ذلك
أولاد الله دائما يعيشون في السماء لا يصيبهم يأس لأن أعماقهم في الداخل يقيم فيها الثالوث القدوس.
يقول لنا الله” من يحبني يحفظ وصاياي” و عندما نصنع ذلك سيأتي و يقيم بداخلنا منزلا .

نحن سفراء على الأرض لذلك لا يربطنا بها شيء لكن مساكننا في السماء حيث الفرح.

يجب أن نسأل أنفسنا
هل أنا إنسان الله هل أنا مسكن لله ؟ هل عندما ارفع يدي للصلاة لأنظر بعيني هل انظر إلى الأعماق هل عندما ارفع صوتي و أصلى تهتز السماء؟
قال يوسف “كيف اصنع هذا الشر العظيم و أخطئ أمام الله ” الله موجود بداخله لذلك لم يخطئ. مرتفع عن الخطية بقوة الله و بهائه .
موسى لم يدخل ارض الموعد و لكن دخل كنعان السمائية  كان سر القوة بداخله.
هل نحن نحمل بداخلنا روح القوة أم الضعف ؟

كيف نحيا في هذا الفكر السماوي؟
لابد أن ندخل دائما إلى الأعماق و نرجع إلى أنفسنا  و نجلس معها ( نجلس مع الإله الذي يسكن بداخلنا لكي نخرج متشبعين من الله )
التلاميذ في فترة الأربعين المقدسة جلسوا مع الله و كانوا يتمنون أن العالم كله يذوق و ينظر ما أطيب الرب.
هل في وقفة الصلاة نفكر متى سنتخلص من الجسد الفاني و نأخذ جسد القيامة الممجد؟
جميعنا نحتاج إلى جلسات هادئة نفتح فيها أعيننا على الله نرتفع فيها عن الأرضيات .

علاقاتنا مع بعضنا البعض
ننظر إلى السماء والى الله نتحدث عن بهاء ومجد الله لا أن نتحدث عن الحروب و الكوارث عندما نجلس سويا.
أن يشغلنا التمتع بالسماء و تكون أحاديثنا عنها .
عندما نصلى نشعر إننا أعضاء في جسد المسيح و تكون فرحتنا و ما يشغلنا أن نرى البشرية فرحة كلها بمجيء المسيح وشركة الأمجاد السماوية.

“فإن كنا أولادا فإننا ورثة أيضا ورثة الله و وارثون مع المسيح. إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضا معه” (رو  8 :  17)
عندما نسمع عن احد الناس الذي سوف يحكم عليه بالإعدام نتطلب من الله أن يخفف ثقل الخطية عليه و يمنحه نعمة لتمتع بمجد الله لا ننتقده إنما نفكر إذا كنا في نفس ظروفه من الممكن أن نكون أسوأ في التصرف لا ندينه بل نصلى من أجله .

عظة لـ أبونا تادرس يعقوب ملطي كاهن كنيسة مارجرجس – سبورتنج

Categories: ندوات Tags:
Comments are closed.