ابونا فيلبس: النفوس العطشانة
الكتاب المقدس يقول إن العطش في عرس قانا الجليل كان لكي يُرْوَى لابد أن يَحْضُر الرسل ألاثني عشر ويسوع و العذراء مريم .
طلبت العذراء مريم من الرب يسوع أن يَرويهم، و طلبت من أصحاب العرس أن يفعلوا كل ما يأمرهم به
و كانت النتيجة أن المياه تحولت للخمر والمسيح بارك العرس و العروسين
- لذلك الفكر الروحي يكون كالآتي: أن يخدم العريس بيته على أنه كنيسة و المرأة تخدم في بيت الرب
ما نوع عطشك ؟
الغني الغبي الذي قال أصنع مخازن وجمع الذهب وقال:”افرحي يا نفسي” كانت نهايته “يا غبي الآن تُؤخَذ نفسك منك” (لو 12 : 20)
لابد أن لا يكون المظهر الخارجي والماديات والمستوى الاجتماعي هو عطشي.
لابد أن يكون فكري روحي ويكون بيت الزوجية كما يقول الرب: بيوت صلاة بيوت طهارة بيوت بركة
إن أحب الفرد يكون داخل إطار كنسي ويكون منزله متمتع بالسلام والاحترام.
حسب اختياراتنا سنجد النتائج. إذا اختَرنا خطأ، سنعيش خاسرين تُعَساء أو بالمُسَكـِّنات إلا إذا تبنا.
1- نيقوديموس :
معلم سمع عن المسيح، و استقى معلوماته من مصادر صادقة فأراد أن يقابل المسيح، و لكن في الليل خوفا على مكانه اجتماعية قال للمسيح:”نعلم أنك أتيت من الله معلماً ” (يو 3 : 2)
كان الرب يسوع رقيق معه و أخذه خطوة بخطوة، فدار بينهما حوار جعل نيقوديموس يسأل المسيح :
“كيف أولد بالروح؟”. أراد أن يفهم وآمن.
في النهاية اختلف عن أصدقائه، و لم يسمع لكلامهم و اتخذ طريق الحق.
اختلف نيقوديموس في موقفه عن موقف أناس ذهبت وراء المسيح ليطعمهم و يرويهم أرادوا شِبَعْ على المستوى المادي فعندما قال لهم المسيح شروطه و هي : “من يأكل جسدي ويشرب دمي له حياة أبدية” (يو 6 : 54) ، “من يأكل جسدي و يشرب دمى يثبت فِيَّ وأنا فيه” (يو 6 : 56) ، انفضوا من حوله لأنهم أرادوا معجزات لا جهاد روحي.
نيقوديموس سمع فعطش و تحرك لِلـِّقاء وتغيَّرت حياته. و كان موجود عند الصليب و الدفن واشترك في هذا العمل و تحول إلى تلميذ.
أحيانا نتأثر بالسمع لكن لا نكمل إذا سمعت و تأثرت بكلمة الله لابد أن تتحرك وتلتقي بالمسيح.
2- السامرية :
شخصية فاشلة اجتماعيا. يراها الناس كَوَباءٍ، و فاشلة روحيا لأنها تعيش في الخطية.
ذهب لها المسيح بنفسه إلى البئر نجدها فى بداية الحديث لم تكن تفهم فسألته ان يرويها فقال لها اذهبي وادعى زوجك ثم تغيرت حياتها وعرفت أنه المسيا وتحولت كارزة، وَدَعَتْ الآخرين ليَرْتوُوا من المصدر، وتغلبت على فشلها الاجتماعي و الروحي.
(ام 27 : 7)
يتحول الضعف الذي بنا إلى قوة و نصبح سعداء في علاقتنا بالله.
3- مريض بركة بيت حسدا:
الملاك يخلص إنساناً واحداً عند تحريكه مياه البركة.
فيحدث عتاب بين مريض بركة بيت حسدا و بين الله فنجده يقول لربنا فى كلام رقيق مغزاه: “رجاءً امكث بجانبي لتلقيني في البركة حتى أبرأ لأنه ليس لدى من يحملني ليلقيني في البركة”( يو 5: 7) .
لكن يفاجئه الله بأنه هو الذي يبعث الملاك ليقول لنا أن السماء تحبنا و تريدنا سعداء برغم شرورنا .
ثم يتحنن عليه و يقول له: “قم واحمل سريرك وامشي ” (يو 5 : 8).
ما الذي أوصله إلى انه ليس له أحد ؟! الإجابة :” لا تعود تخطيء لئلا يكون لك أشَرّ ” ( يو 5: 14)
أحياناً تكون متاعبنا بسبب أخطائنا ورَفـْضنا لصوت الله .
شرط وجود الله في حياتنا أن لا نخطئ فالإنسان الخاطئ تكون الخطية ارتوائه. “ما أعجب أحكامك عن الفحص وطرقك عن الاستقصاء”
4- بيت لعازر : (مستوى روحي عالي جدا)
هذا المنزل مصدر راحة يحبه الله لأن به أناس أمناء في حبهم مع الله.
احتاجوا لله في تجربة مرض و موت أخيهم. وهنا نتعلم منهم كيف نتعامل مع الله في ضيقاتنا ؟
تعاملوا مع الله في ضيقاتهم بأنهم بعثوا رسالة له ” هوذا الذي تحبه مريض “وكان هذا وضع اهتمام لدى المسيح وفتح الموضوع مع التلاميذ. و رغم خوف توما على المسيح أن يقتل إلا أن المسيح ذهب لهم و فرَّحَهم جميعا .
لم يكونوا بعيدين عن الله بل كانوا نفوس عطشانة جدا وستظل عطشانة لمجد الله.
عندما تدخل البيوت الروحانية في ضيقة يكون ذلك لأجل التجلي والدخول في المجد. أما المنازل المبتعدة تكون التجارب طريق يقربهم من الله و يغير قلوبهم و يبنيهم ويعطيهم مجد.
5- أيوب البار :
أصبح بعد تجاربه إنجيل معاش نتعلم منه الفضائل و احتمال الضيقات و قصته كلها عبارة عن نبوات عن المسيح.
انظروا إلى نهايته أنه أخذ عطايا كثيرة.
6- المرأة الكنعانية :
امرأة وثنية حاولت أن تُرْضِي جميع الأصنام من أجل شفاء ابنتها، لكن فشلت الحلول و عرفت من حركة التجارة عن المسيح. فأرادت أن تدفع حياتها لأجل محبتها لابنتها التي كانت تعاني من أرواح شريرة، فأرادت أن ترى المسيح و تطلب منه أن يشفيها.
من أحب احد يسعى لخلاصه وهذه المرأة أحبت ابنتها المجنونة فأرادت خلاصها و شفائها.
الذي يحب نفسه يخلصها.”ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه” (مت 16 : 26).
لابد أن نصرخ من اجل خلاص نفوسنا المجنونة. لابد أن نحزن على أنفسنا ونطلب منه أن يخلصنا من خطايانا.
المرأة الكنعانية خرجت تبحث عن المسيح و صرخت للمسيح و قالت له :”ارحمني يا سيد يا بن داود! ابنتي مجنونة جدا ” فقال لها:” إنني جئت لأجل خراف إسرائيل الضالة و ليس حسنا أن يُؤخذ خبز البنين ويُعْطى للكلاب “و كان ردها:” حتى الكلاب تأكل من فتات المائدة” ألا يستحق هذا الإيمان أن تشفى ابنتها من أجله (مت 15: 21-28).
إنسانة تعرف أنها لن تعود فارغة بل ستحصل على بركة لديها عظمة روحية .
7- المرأة نازفة الدم
كان لديها 12 سنة في نزيف دم مستمر. و في وسط هذا الزحام كان لديها إيمان إنها لو لمست هدب ثوب المسيح سَتُشْفَى. كان لها ذلك هذا العَطـَش فأعطاها أضعاف ما طلبت.
أناس كثيرون تجمَّعوا حول المسيح و لكن سأل المسيح: “من الذي لمسني؟” فكان بمثابة سؤال غريب على أذنْ بطرس فقال: “الجمع مزدحم حولك و أنت تسأل من لمسني ؟!”فقال له المسيح ليس بهذه الطريق تكون العملية و لكن توجد قوة خرجت مني (مت 9: 20-22).
يقول الكتاب عن المرأة إنها شعرت بقوة في جسدها و في الحال عرفت انه برأت.
8- زكا العشار
رئيس العشارين و رئيس ظلمة. يأخذ من الناس أكثر من حقه وغير محبوب. أراد أن يتخلص من ظلامه.
سمع عن يسوع انه يقدر أن يخلـصه فيقول عنه الكتاب:”طلب أن يرى يسوع من هو ولم يقدر من الجمع فرَكَضَ متقدماً”. المسيح رغم كثرة الناس إلا أنه رأى زكا لأنه نفس عطشانة و مستعدة للتوبة في لحظتها.
فقال له: “أسْرِع وانزل يا زكا اليوم سأكون في منزلك” فحدث تذمُّر من الجموع، لكن الله تَعَامَل مع اشتياق قلب زكا
سأعطي نصف أموالي للمساكين و الذي ظـَلَمْته سأرُد له أربع أضعاف. فكان رد المسيح :”اليوم حدث خلاص لأهل هذا البيت” (لو 19: 1-10)
إذا شعرت أن نظرات الناس إليك انك شرير، و ظـَلَمْتَ الكثيرين، و شعرتَ انه لابد أن تخرج من دائرة الشر، فلابد أن تجري و تُمْسِك بالمسيح لتتوب و تتبرر .
9- -سمعان الفريسي
دعا المسيح لمنزله و معه زُمْرَةٌ من الكتبة و الفريسيين. كان يجلس في غرور فلم يرتوي.على خلاف امرأة دخلت في وسط الحاضرين و مسحت بدموعها أرجل المسيح فخرجت مرتوية .
الخلاصة
- المسيح أقرب لنا من أنفسنا و من أصدقائنا .
- الله سوف يأخذنا و يصنع معنا حوار ويقول لنا :”أما دانك أحد؟” وسنرد : “لا يا سيد”، وسيقول : “ولا أنا أدينك. اذهب ولا تعود تخطىء أيضا”. مثلما فعل مع المرأة التي أُمْسِكَتْ في ذات الفعل (يو 8 : 10).
- قرار التوبة قرار اشتياق. إذا كنتَ قصير روحيا سيزيد من قامتك الروحية، و يقول لك:” أنا أنقذتك و سترت عليك”
- قل لنفسك انك كنت تشرب مياه مالحة، و لكن يوم معرفتك بالله خرجت من الظلام و عشت في النور.
عظة لابونا فيلبس