Home > فقرات > خط أحمر مع الآخرين
7 November 2010
 

Download

تجول في خواطرنا الكثير من التساؤلات حول هذا الموضوع و منها :
• هل وضع الحدود مع الآخرين يعتبر أنانية ؟!
• هل الحدود تفسد العلاقات و المودة ؟!
• كيف أكون محبوبا و أساعد الآخرين دون أن اُستغل ؟!
• كيف تكون الحياة بلا حدود ؟!

للإجابة على هذه التساؤلات لابد أن نتعرف على يوميات شخصيتين و هما :

يوميات منفتح
شخصيه لا يوجد لديها ما يسمى حدود في حياتها
في مجال العمل : العمل هو عائلتي الثانية، فهو يحكي أدق تفاصيل أسراره لزملائه
أيضا لا يستطيع أن يقول لا مع عائلته و ذلك يأتي على حساب نفسه و أيضا مع الأصدقاء
النتيجة في نهاية اليوم يجد نفسه حزين و بلا خصوصية
مثال يوسف و التحدث عن الأحلام لأخوته..

يوميات منغلق
• في العمل يقول : لا أثق بأحد، أخاف أن يعرف احد أسراري و يشك في كل من حوله
يجب أن أحافظ على الحدود بيني و بين الآخرين ولا يوجد من يستحق الثقة فهو لا يهتم بتكوين صداقات
• مع العائلة يقول: لا أحب أن أساعد الآخرين ولا أريد أن يساعدني احد، أنا اعرف كيف أدبر أموري
لا اهتم أن اسمع مشورة أو رأي الآخرين، اعرف الطريق جيدا.
• النتيجة وحيد بلا أصدقاء يعانى من عدم محبة الآخرين له .
مثال يوسف و امرأة فوطيفار – الفتيه الثلاث و الملك – دانيال و الملك

الحدود في حياة شخصيه سوية
• أتعرف على شخصيات جديدة وابني معهم ثقة بالتدريج
• أحاول أن أكون متاحا للناس على قدر ما استطيع و أسدد احتياجاتهم دون أن تضطرب حياتي
• العلاقة في نظري مبنية على الاحترام المتبادل لذلك فهي تحتاج لوقت و تفكير

ما هي أهمية الحدود
• الحدود هي حماية للعلاقات و لا تضر المودة كيف ؟
من منا لا يخطئ ؟ إذا وجهنا انتباه من يخطئ إلينا في المرة الأولى هناك احتمال ألا يكررها ثانية !
ولكن إن سكتنا ؟ السكوت علامة…
البعض يقول أخاف أن أضع حدوداً فأخسر الآخر. الخوف دائما يعمل ضد الحب فكلمة (يجب أن ) تحطم كلمة ( ماذا تختار )
و الحب اختيار واع و ليس قيدا! الذي يحب يريد أن يجعل الآخر سعيدا.
عدم وضع حدود يمكن أن يصل بي إلى خسارة الآخر…كيف؟
إن كان الآخر يجعلني اغضب الله… ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس (اع 5 : 29)

الحدود تنمي فضيلة الصبر و التحكم في النفس
• الحدود تجعلنا نشعر باحتياجات الطرف الآخر بل و تجعلنا نحترمها حتى و إن شعرنا بالألم نتيجة تقبل و احترام الحدود التي يضعها الطرف الآخر
• بالتالي تنمي قدرتنا على الصبر و التحكم في النفس
• يقول سليمان الحكيم “مالك نفسه خير ممن يملك مدينة”
• لكي يحترم الآخرون حدودك عليك احترام حدودهم.

الحدود في العمل
• نحن خلقنا على صورة الله والله نفسه اله عامل وخالق و خادم
• قبل سقوط ادم و حواء كان العمل في الجنة ممتع و لكن بعد السقوط أصبح العمل جزء من عقاب الله لأدم ( بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك )

هل يمكن أن أكون سعيدا في عملي ؟
• هل اكره عملي ؟هل اشعر إن دوري مهمش ؟
• هل الآخرين يجعلون من عملي عقاب مؤلم ؟
• هل فكرت في ترك العمل بسبب متاعب الآخرين ؟

مساعدة الآخرين
“الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا” (سفر أعمال الرسل 10: 38)
• هل اختار أن أساعد الآخرين ؟ أم يستغلني الآخرون ؟
• هل مساعدتي لهم تفيدهم حقا أم تجعل منهم متواكلين ؟

أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله
• يجب وضع حدود حتى لا نصير عبيد للعمل
• يجب أن تكون مهام وظيفتك محددة و إن احتجت لوقت إضافي يجب أن تحدد مقدارا معين من الوقت تعطيه لعملك بإرادتك
• بشرط ألا يدمر حياتك وصحتك !
• حتى و إن كان سيعطيك مالا أكثر
• قلب سعيد خير من حافظة نقود ممتلئة
“انهضوا من بعد جلوسكم يا آكلي الخبز بالهموم، فإنه يمنح أحباءه نوما ”
• يشتري المال الدواء ولكن لا يشتري الصحة
• يشتري المال منصبا و لكن لا يمكن أن يشتري احتراما
• يشتري المال سرير و لا يمكنه أن يشتري نوما

مشكلة الزملاء المتِعبين
• هل الحل إن اترك عملي ؟
• هذه الشخصيات متواجدة في كل مكان عمل …لا يوجد عمل للملائكة فقط !!
ثق انه لا يمكن أن تغير الآخر !
إذن الحل الأمثل أن تتجنبهم أو تبتعد عنهم ( من يوبخ مستهزئا يكسب لنفسه هوانا و من ينذر شرير يكسب عيبا )
“أما المباحثات الغبية و الأنساب و الخصومات و المنازعات الناموسية فأجتنبها لأنها غير نافعة و باطلة.” (تي 3 : 9)

خلط ضغوط العمل بالحياة الشخصية
إن لم أضع حدودا لمشاكل عملي ستخرب حياتي الشخصية و العكس صحيح بالنسبة لمشاكلي الشخصية إن لم أضع لها حدودا ستخرب عملي

كيف أضع حدودا ؟
وضع الحدود مهارة يكتسبها الإنسان و يتعلم من مواقف الحياة
تعلم من أخطاء الماضي و ابدأ من الآن
وضع الحدود يحتاج لحكمة. “رأس الحكمة مخافة الله” (مز 111 : 10)

مهارات لوضع الحدود
• الكلمة الحلوة لوضع الحدود : “كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض” (أفسس4: 32).
• الحدود ليست أداة هجوم بل دفاع.
• امتحنوا قوة الكلمات الحلوة في حياتكم

المرونة لوضع الحدود
• هل الحدود تعتمد على من يضعها أم من توضع عليه ؟
• الحدود هي مسافات نضعها أمام من نتعامل معه تعتمد على نقطتين مهمتين :
الشخصية التي أضع أمامها الحدود
الموقف الذي أتعرض له …فما اقبله من صديقي يمكن ألا اقبله من زملاء العمل
• كن صريحا أمام نفسك و أنت تضع حدودا لمن أمامك…
• هل أضع الحدود لكي أحرج الشخص ؟ أم أضع حدودا للمحافظة على إطار محترم للعلاقة ؟

الغضب و الحدود
مثال: السيد المسيح يطرد الباعة من الهيكل ” و دخل يسوع إلى هيكل الله و اخرج جميع الذين كانوا يبيعون و يشترون في الهيكل و قلب موائد الصيارفة و كراسي باعة الحمام. و قال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى و انتم جعلتموه مغارة لصوص” (مت 21 : 12 – 13).
يمكن أن تستخدم الغضب كوسيلة لوضع الحدود و لكن لا تدع الغضب يستخدمك
إن اضطررت لذلك يجب أن يكون عقلك هو مصدر القرار و ليس قلبك نتيجة اهانة أو جرح لكرامتك
ضع حدودك في البداية بلطف لتتجنب تراكم المواقف فتقع فريسة للغضب في الأخر

خطورة الغضب
• اغضبوا ولا تخطئوا” (افسس 26:4).
• “لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله” (يعقوب 20:1).
• “الرجل الغضوب يهيج الخصام، والرجل السخوط كثير المعاصي” (سفر أمثال 22:29).
• “لا تسرع بروحك إلى الغضب. لأن الغضب يستقر في حضن الجهال” (الجامعة 9:7).
• “لا تستصحب غضوباً، و مع رجل ساخط لا تجيء” (الأمثال 24:229).
كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه.. لابد أن نطلب من الله أن يعطينا حكمة في التعامل مع الناس و مع أنفسنا

الفقرة من تقديم ت. ماري ماجد

Comments are closed.